عفوا بروفيسورة !!
◂ تاريخ النشر : 2010/7/5
◂ مرات القراءة : 2334
◂ حجم المقالة : 4121 بايت
◂
صوت للمقالة
◂
أخبر صديقك
◂ التعليقات (0)
تصغير
تكبير
عفوا بروفيسورة !!
في الوقت الذي نتردد فيه في بعض المواقف في تعريف غير المسلمين بديننا بدواعي الخجل أو الخوف من الإحراج.. وغيره، يقوم الكثير منهم بانتهاز أية فرصة مهما كان حجمها للترويج لعقائدهم ومحاولة بث الأفكار الباطلة بلا كلل .
تدَرِّسُنِِي في الجامعة بروفيسورة أمريكية نصرانية كبيرة في السن، يذكرني حرصها على استغلال أي موقف لنشر مبادئ دينها المحرف بتقصيري الشديد وأنا التي أنتهج منهج الحق وليس لدي مثل إصرارها الذي هو على الباطل.
أذكر أنها في أحد الأيام كانت تشرح لنا كيفية المقال الناجح، وقالت :"هل تذكرن أنه في المراحل الدراسية الأولي كان يطلب منكن كتابة الموضوع الإنشائي من ثلاث فقرات رئيسية، إضافة إلى المقدمة والخاتمة، ألم تتساءلن يوماً لم ثلاث بالذات؟!
ظننا أن عدد ثلاث أفكار رئيسه كاف لبناء موضوع متكامل من الناحية الفنية، وإذا بالصاعقة في استدراكها للرد بقولها: "بل إن ما يجعل المقال مثاليا من ناحية عدد الفقرات هو مبدأ التثليث الذي يدعو إلى عبادة الأب والابن وروح القدس ! "
أنا شخصيا لا أدري ما الرابط بين الشروط الشكلية للكتابة بشكل عام وبين هذه التفاصيل الدينية!
ثم إن المقال النموذجي لا يتكون من ثلاث فقرات فقط إلا إذا حذفنا فقرتي المقدمة والخاتمة.
أيعقل أن يصل حرصهم على التنصير لهذه الدرجة من استخدام أية حجة مهما كانت وبلا أساس مقنع ؟!
ما إن رأت بروفيسورتنا آثار الوجوم والاستياء على وجوه الطالبات حتى أردفت مازحة : "بالطبع ستقولون بل نحن مسلمون صالحون وسنخالف هذه القاعدة لنكتب العدييييد والعدييييد من الفقرات"!! تقصد لنخالف الرقم ثلاثة... وهنا قاطعتها إحدى الطالبات قائلة:" عفواً بروفيسورة... إن كان الأمر كذلك فنحن إذاً لن نكتب في هذه المقالة إلا فقرة واحدة فقط! تقصد: إله واحد.
تغير وجه البروفيسورة وهرعت لتغير دفة الحديث.
أتساءل, أي إسهاب كانت ستنتهجه البروفيسورة إذا لم ترد الطالبة بمثل هذا الرد المقتضب السهل؟. ولعل كلمتها تلك تشهد لها يوم القيامة بأنها دافعت عن الحق , بل لعلها تجد في نفس البروفيسورة طريقا ما في يوم ما ..
إن كنتم على الحق وكان لديكم الحجة والأسلوب الحسن فلا تترددوا في الدفاع عن النور الذي تعتقدون به مهما كانت بساطة الموقف.
بعض الفرص إن لم تستغلها استغلتنا، لا شيء يستحق أن نخاف منه إلا الخوف نفسه، رب كلمة خرجت بنية خالصة لله وقعت في نفس المتلقي موقعاَ حسنا، وكم من مسلم عادي بمقاييسنا هدى الله على يديه غير المسلمين.. ليس لغزير علمه وإنما لحرصه على الخير وتوكله الدائم على الله في أن يبلغ عن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ولو آية.
اللهم اهد هذه البروفيسورة وغيرها لنور الإسلام، اللهم آمين.
والله اعلم.
الكلمات المفتاحية :
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع