ضغط الدم المرتفع
◂ تاريخ النشر : 2011/6/6
◂ مرات القراءة : 3139
◂ حجم المقالة : 6199 بايت
◂
صوت للمقالة
◂
أخبر صديقك
◂ التعليقات (0)
تصغير
تكبير
ضغط الدم المرتفع
ضغط الدم المرتفع هو الارتفاع الشاذ في ضغط دم الإنسان. وهناك أنواع كثيرة من هذا المرض حيث تبدأ من الأشكال الخفيفة للمرض إلى أصعب أنواعه، الذي قد يتسبب في الوفاة السريعة المفاجئة، ويطلق عليه اسم فرط ضغط الدم الخبيث. والواقع أن ضغط الدم المرتفع ليس فقط حالة خطرة في حد ذاتها، وإنما يعد السبب الرئيسي وراء السكتات القلبية أو الدماغية أو الفشل الكلوي. كما أن كثيراً من الناس من جميع الأعمار يعانون من هذا المرض.
وقياس ضغط الدم يوضح برقمين؛ فضغط الدم العادي للشاب البالغ، على سبيل المثال، يعادل 120/80. والرقم الأول يشير إلى الضغط الانقباضي، وهو ضغط الدم عند انقباض عضلة القلب. أما الرقم الثاني فيشير إلى الضغط الانبساطي، وهو ضغط الدم عند ارتخاء عضلة القلب. ويعتقد كثير من الأطباء أن قراءة قياس ضغط الدم الزائد عن 150/95 بالنسبة للبالغين، يعني ارتفاعاً في ضغط الدم.
الأسباب. عندما يتقدم الناس في العمر، فإن ضغط الدم يرتفع لديهم عادة، وذلك لأن شرايينهم تصبح أقل مرونة، وبالتالي يتدفق الدم ببطء أكثر. وتنتج بعض حالات ارتفاع ضغط الدم عن أمراض الكُلى والغدد الكظرية المفرطة في النشاط. ولا يستطيع الأطباء معرفة سبب ارتفاع ضغط الدم في حوالي 90% من الحالات التي تعرض عليهم. ويسمون مثل هذه الحالات فرط ضغط الدم الأساسي، وهو ارتفاع مجهول المنشأ لضغط الدم. ويكون الذين ينحدرون من والدين مصابين بارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من غيرهم. كما أن السمنة أو الإجهاد أو التدخين أو الإفراط في أكل الملح، قد تسبب ارتفاع ضغط الدم لهؤلاء الذين ورثوا هذه الميول المرضية. وقد تسوء الحالة المرضية لدى الناس الذين أُصيبوا به فعلا.
ويعرف الأطباء أن هناك أنزيماً يُسمى الرينين يؤدي دوراً مهماً في تنظيم ضغط الدم. وتفرز الكليتان هذا الأنزيم تحت ظروف معينة؛ كأن يكون هناك انخفاض في ضغط الدم المتدفق عبر الكليتين. ويسبب هذا الأنزيم تكوين مادة كيميائية تُسمى الأَنجيُوتنسِين، والتي تزيد من ضغط الدم بأن تسبب ضيقا في الأوعية الدموية. وتقوي هذه المادة الغدد الكظرية لتفرز هورمون الألْدُوسْتِيرُون. ويكون هذا الهورمون سبباً في احتفاظ الجسم بعنصر الصوديوم، الذي يتسبب بدوره في احتفاظ الجسم بالسوائل. وتزيد هذه السوائل من كمية الدم، مما يسبب بالتالي ارتفاعاً في ضغط الدم. وبعد أن يرتفع ضغط الدم إلى حد معين تتوقف الكليتان عادة عن إفراز أنزيم الرينين. ولكن بالنسبة لكثير من الناس ممن يعانون من فرط ضغط الدم الأساسي، فإن شيئاً ما يتدخل في هذا النظام الضابط. وفي مثل هذه الحالات يظل ضغط الدم مرتفعاً. وعندما يكون الضغط مرتفعاً داخل القلب، فإن هذا الأخير يفرز هورموناً يُسمى عامل التغذية الأذيني. ويساعد هذا الهورمون على خفض ضغط الدم عن طريق منع إفراز أنزيم الرينين وهورمون الألدوستيرون.
التأثيرات. في معظم الحالات لا ينتج عن ارتفاع ضغط الدم أية أعراض إلى أن تحدث المضاعفات الخطرة. فقد يسبب ارتفاع ضغط الدم، على سبيل المثال، انفجار شريان في الدماغ، مما يؤدي إلى سكتة دماغية. كما أن ضغط الدم المرتفع يجبر القلب على أن يعمل بطريقة أكثر إجهاداً، مما قد يسبب بالتالي سكتة قلبية. وقد يسبب هذا المرض أيضا فشلا كلوياً عندما يعمل على إقلال تدفق الدم إلى الكليتين. وبالإضافة إلى ذلك يعد ارتفاع ضغط الدم سبباً رئيسياً لحدوث تصلب الشرايين.
العلاج. ينبغي على جميع الأشخاص من مختلف الأعمار أن يتحققوا من ضغط الدم لديهم من حين لآخر. فكثير من الحالات المرضية التي يكون فيها ضغط الدم مرتفعاً بنسبة قليلة يمكن علاجها والتحكم فيها عن طريق تقليل الوزن، وتجنب تناول الأطعمة ذات الملوحة الزائدة، وممارسة التمرينات الرياضية. ويستطيع الأطباء التحكم تقريباً في جميع الحالات الأخرى عن طريق الأدوية، بما في ذلك بعض أنواع المداواة، التي تعمل على تقليل إفراز أنزيم الرينين وهورمون الألدوستيرون. ويمكن منع حدوث التأثيرات الأكثر خطورة، الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، مثل السكتات الدماغية والقلبية، عن طريق علاج ضغط الدم المرتفع، قبل أن يصل إلى مستويات خطرة.
والله اعلم.
الكلمات المفتاحية :
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع