رنات إسلامية
مدينة الدار البيضاء Casablanca

مدينة الدار البيضاء Casablanca

◂ تاريخ النشر : 2010/6/4
◂ مرات القراءة : 4916
◂ حجم المقالة : 10365 بايت
صوت للمقالة
أخبر صديقك
◂ التعليقات (0)

تصغير تكبير

مدينة الدار البيضاء Casablanca
الـدار البيـضـــاء مدينة مغربية تقع على المحيط الأطلسي في المنطقة المعتدلة الدافئة (30 -40°م شمالاً)، ويبلغ ارتفاعها 174 قدما (58م) عن مستوى سطح البحر.
ويتميز موقع المدينة بقربه من المناطق الزراعية ومناجم الفوسفات الكبيرة في خربيكة، مما ساعد على سرعة نموها وعلى تركيز أكثر من ثلثي صناعات المغرب بها، وعلى احتلالها مكانتها الهامة في التجارة والنقل والخدمات والصناعة.

كذلك يتميز موقع الدار البيضاء بأنه ميناء هام للصيد، تحميه الحواجز الكبيرة التي تستطيع صد الأمواج العالية للمحيط الأطلسي التي ترتفع في بعض الأحيان من 10 - 35 قدمًا. كما يفسر نمو موقع الدار البيضاء ـ بصورة جزئية ـ بأنها كانت تمثل القاعدة الحربية للقوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.


الأهمية. تعتبر الدار البيضاء أكبر مدن المغرب وميناء كبيرًا في شمال إفريقيا، ويمر بها حوالي 70% من تجارة المغرب الخارجية. وتعتبر الدار البيضاء مركز التصنيع الرئيسي في المغرب؛ ففيها توجد مشاريع صناعة السيارات، ومعامل تكرير السكر وورش النسيج، وساحات صناعة الطوب الأحمر، ومصانع تعليب الأسماك واللحوم، والسلع الجلدية، والإسمنت، والمواد الكيميائية، والورق، والمعادن، ومواد البناء، وطحن القمح، وإصلاح السفن.

ويطغى نفوذ الدار البيضاء على مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمغرب والأقل حجماً. وقد نمت الدار البيضاء كميناء صناعي يعتبر أكبر الموانئ الصناعية في إفريقيا. وكان هذا النمو سريعًا بسبب قلة الموانئ الطبيعية الصالحة على ساحل المحيط الأطلسي، بحيث أصبحت تستوعب حوالي ثلاثة أرباع حركة التجارة في المغرب.

يتميز ميناء الدار البيضاء بأعماقه الكبيرة التي تصل إلى30 قدمًا في أكثر مناطقه عمقًا، كما يتميز بطول ممراته التي تبلغ 6,4كم، ولذلك فقد تطورت حمولات السفن التي تفرغ بها من 20,000 طن في عام 1914م ـ وهي السنة التالية لإنشاء الميناء الصناعي ـ إلى 9,5 مليون طن في عام 1964م، ثم إلى 13,8 مليون طن في عام 1971م، إلى جانب الخطط التالية التي استهدفت رفع طاقة الميناء وإيجاد التسهيلات التي تساعد على دخول السفن من حمولة 100,000 طن.

ويحتوي ميناء الدار البيضاء على تجهيزات حديثة وعنابر فسيحة بناها الفرنسيون في عام 1918م، قبل فرض الحماية الفرنسية على المغرب.

وتعتبر الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للبلاد، فهي المركز المصرفي ومركز صناعة التأمين في المغرب إلى جانب أهميتها الصناعية. وتتمتع المدينة بشبكة جيدة من الطرق البرية والسكك الحديدية التي تربطها بالمدن الأخرى في شمال المغرب وبالسهل الساحلي في الجنوب وبمراكش.

ويوجد بالدار البيضاء ثلاث مؤسسات للبحث العلمي، ومكتبة علمية عامة، وجامعة الحسن الثاني، والمكتبة الحسنية للحرف العامة، والكلية الوطنية للموسيقى، وهو ما يجعلها مركزاً علمياً وثقافياً هاماً في المغرب.

السطح. تبلغ درجة حرارة الدار البيضاء في فصل الشتاء (يناير) 12,2°م، بينما تبلغ درجة حرارتها في الصيف (يوليو) 22,2°م. وتسقط عليها كمية من الأمطار في فصل الشتاء تبلغ 16بوصة (404ملم) بسبب الرياح الغربية العكسية التي تهب على المغرب قادمة من المحيط الأطلسي وخليج المكسيك.


نبذة تاريخية. أنشأ البرتغاليون الدار البيضاء في عام 1575م، في موضع كانت تشغله قرية صيد صغيرة. وقد تعرضت المدينة لزلزال شديد دمّر معظم مبانيها في عام 1755م، فأعيد بناؤها من جديد. وكانت الدار البيضاء هي الموضع الذي تقابل فيه كل من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء الإنجليزي ونستون تشرتشل في يناير من عام 1943م، ليقررا مصير الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م).

وقد أطلق التجار الأسبان على المدينة اسم كازابلانكا أي المسكن الأبيض باللغة الأسبانية بسبب الطلاء الأبيض الذي يستخدم لمبانيها وصارت فيما بعد معروفة بهذا الاسم.

السكان. يبلغ عدد سكان الدار البيضاء في الوقت الراهن 2,738,477 نسمة، وهي بذلك أكبر مدن المغرب سكانًا، ورابعة مدن إفريقيا من حيث كبر الحجم بعد القاهرة والإسكندرية وجوهانسبرج.

وقد كانت الدار البيضاء من أولى المدن المليونية التي ظهرت بالعالم الإسلامي. وكان بلوغها هذا الرقم خلال العقد السابع من القرن العشرين. ففي عام 1971م، بلغ عدد سكانها 1,506,000 نسمة.

وفي بداية عام 1911م، لم تكن الدار البيضاء تزيد على قرية صغيرة عدد سكانها ضئيل، إذ لم تتجاوز 20,000 نسمة، لكن النزوح إليها من الريف المغربي زاد عدد سكانها بنسبة كبيرة بحيث وصلوا إلى 682,000 نسمة في عام 1950م، ثم إلى 1,808,000 نسمة في عام 1975م، ثم 2,136,000 نسمة في عام 1982. وبذلك تعتبر الدار البيضاء سادسة أسرع مدن العالم الإسلامي من حيث سرعة النمو السكاني في القرن العشرين؛ فقد تضاعف عدد سكانها 1,065 مرة خلال تسعينيات القرن العشرين، بينما تضاعف حجمها 200 مرة خلال القرن التاسع عشر الميلادي حيث زاد عدد السكان من 100 نسمة فقط عام 1800م، إلى 20,000 نسمة في عام 1900م. كما كان النصف الأول من القرن العشرين أسرع فترات نموها السكاني إذ تضاعف حجمها أكثر من عشرة أضعاف معدل النمو خلال سنوات النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي (34 مرة مقابل 3 مرات).

وقد بلغت نسبة النمو السنوي للدار البيضاء 6,7% خلال الفترة من عام 1950 - 1982م، مما يشير إلى تضاعف حجمها مرة كل 16 سنة تقريبًا.

وقد جاءت الدار البيضاء في المرتبة الثانية عشرة بين المدن المليونية في العالم الإسلامي عام 1982م، وكانت تشغل المركز العاشر بين هذه المدن عام 1980م، كما كانت تشغل المرتبة الـ 73 بين المدن المليونية في العالم كله عام 1976م.

ويشكل عدد سكان الدار البيضاء في الوقت الحاضر 2,06% من جملة عدد سكان المدن المليونية في العالم الإسلامي، ونحو 0,72% من جملة عدد سكان المدن الإسلامية عموماً، في حين يشكلون 10,17% من جملة سكان المغرب.

التخطيط العمراني. تتميز مدينة الدار البيضاء بوجود قطاع أعمال حديث يضم المحلات والمباني العالية. أما القطاع القديم من المدينة فيعرف باسم المدينة القديمة. وقد نمت الدار البيضاء حول هذا الحي القديم المزدحم الصغير. أما المدينة الحديثة فهي ثانية المناطق الكثيفة السكان، وقد بنيت في العشرينيات من القرن العشرين بغرض إسكان السكان المتزايدين بالمدينة.

يعيش كثير من السكان الفقراء في ضواحي الأكواخ على أطراف وهوامش المدينة، كما تضم الدار البيضاء كذلك مجتمعات تضم كل منها مساكن كبيرة وتجمعات من الشقق الحديثة. وتعاني مدينة الدار البيضاء من تزايد عدد سكان ضواحي الأكواخ المشيدة من القصدير أو الصفيح، بسبب تدفق المهاجرين الفقراء إليها من جميع أنحاء المغرب، وخاصة من الكتل الجبلية كثيفة السكان، وهي مشكلة تضع صعوبات كبيرة أمام المخططين بسبب تدهور هذه الضواحي من حيث مستوى السكن وانعدام المرافق العامة وانتشار الجريمة، إلى جانب وجود أعداد كبيرة من السكان العاطلين الذين تنقصهم الخبرة والمهارة والتخصص.
والله اعلم.
الكلمات المفتاحية :
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
x